السبت، 1 يونيو 2013

ستيفن هوكينغ يلحد بالعلم!! بقلم : عبد الباقي صلاي

بقلم : عبد الباقي صلاي




لا أدري لماذا اختار عالم الفيزياء الشهير البريطاني” ستيفن هوكينغ” أن يفجر قنبلة إلحادية من العيار الثقيل خلال مسيرته العلمية في العامين الماضيين،و يكذب نفسه ويدحض ما سبق له واعترف به في كتابه عام 1988 A Brief History of Time “تاريخ موجز للزمن” على أن الله هو الخالق لهذا الكون الفسيح وهو المدبر لكل أجرامه؟.
فمن خلال كتاب the grand design” ” التصميم العظيم”تنكر ” ستيفن هوكينغ” لما قاله وراح يغير اعترافه ويبرهن كما نقلت صحيفة “التايمز البريطانية” مقتطفات من هذا الكتاب أن الكون يستطيع أن يخلق نفسه بنفسه وبذلك فهو ليس بحاجة إلى خالق أي ليس بحاجة إلى إله.يقول “هوكينغ”:لأن ثمة قانونا مثل الجاذبية، صار بمقدور الكون أن يخلق نفسه من عدم. والخلق العفوي هذا هو السبب في أن هناك شيئا بدلا من لا شيء، وفي وجود الكون ووجودنا نحن”. ويمضي قائلا: “عليه يمكن القول إن الكون لم يكن بحاجة إلى إله يشعل فتيلا ما لخلقه”.و في ذات السياق فقد طرح سؤاله بشكل علمي هل كان الكون بحاجة إلى خالق؟ فيقول: “الإجابة هي: لا! وبعيدا عن كون الأمر حادثة لا يمكن تفسيرها إلا أنها تأتّت على يد إلهية، فإن ما يعرف باسم “الانفجار العظيم” لم يكن سوى عواقب حتمية لقوانين الفيزياء”.هذا هو منطق و منطلق البروفيسور ” ستيفن هوكينغ” وهذا ما توصل إليه بالبحث والتحليل،وإعمال العقل،فالله عنده يعتبر غير موجود وأن القوانين الفيزيائية بإمكانها وبمفردها أن تخلق هذا الكون وتنظمه بالشكل الذي نراه.فالفيزياء الحديثة -ولا شيء وراء ذلك- حسبه مسؤولة مسؤولية مباشرة عن خلق الكون الذي نعيش فيه،ومسوؤلة في ذات الوقت عن تنظيمه حتى لا يختل ميزانه.
ونحن في هذا المقام لا نريد مناقشة نظرية “إم” التي يقول فيها “هوكينغ” :” إنها تتعدى مجرد كونها معادلة رئيسة لتصبح عائلة بأكملها من النظريات التي تعيش جنبا إلى جنب داخل إطار نظري متماسك.. تمامًا كمختلف الخرائط السياسية والجغرافية والطبوغرافية التي تصف رقعة ما على الأرض كل منها في مجال تخصصه ولكن بدون أن يناقض بعضها بعضا. هذه هي الحال الذي ستؤول إليها نظرية “إم” عندما يتعلق الأمر بمختلف مظاهر العالم المادي”.ولكن مناقشتنا تنصب حول الإطار العام الذي يتحكم في النظرية و لماذا غيّر فكرته حول الخالق للكون،بعد أن كان معترفا أن الكون له خالق!.
فالنظرية من دون شك ستلقى انتقادا لاذعا ولو بعد سنوات طويلة- النظيرة ظهرت منذ أكثر من سنتين-،فضلا عن أنها ستعرف استنكار كبيرا من طرف الأوساط المتدينة ليس فقط من قبل المسلمين وإنما من طرف المسيحيين والذين يؤمنون بأن الله هو الواجد وهو الخالق.
فحوى النظرية أن الكون خلق نفسه،ولم يتدخل أيا كان في رسم معالمه،وهذا مناف للمنطق ومناف لقانون السببية التي يعرفها العلماء،وحتى الفيزياء تنطلق من أن لكل سبب مسبب ولا يمكن للأشياء أن تكون بدون أن تكون هنالك أسباب وراء ذلك.
فلو نظرنا على سبيل المثال للسيارة التي تسير في الطريق، وأردنا معرفة سر هذا المخلوق الآلي،فحتما سوف تتبادر إلى أذهاننا أن هذه السيارة إما خلقت من عدم وهذا أمر مستبعد لأن هناك اتفاقا من جميع علماء الفيزياء،أن العدم لا يخلق شيئا،أو أن هذه السيارة خلقت نفسها وهذا أيضا مستبعد لأن السيارة بحسب المنطق لا تستطيع أن تخلق نفسها وإلا لكانت قادرة على تصليح أي عطب فيها،أو تقود نفسها نحو الوجهة المعلومة لو طلبنا منها ذلك،أو أن هناك صانعا لهذه السيارة والأخير هو المقبول منطقا وعلما.
ويذهب البعض في تفسير ما طرحه ” هوكينغ” من سؤال حول وجود الخالق،وأن الكون حسب فيزيائه الحديثة ليس بحاجة لخالق،أن الكون يشبه ما طرحه بعض الكفار عندما عرفوا أن هناك بعثا وأن الناس سيقومون ليوم الحساب،فالقرآن الكريم يجيب بالآية التالية ” وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحيها الذي أنشأها أول مرة”.فالعجز عن التفكير في الخلق هو الذي يقود الإنسان ليطرح على نفسه تساؤلات إلحادية.وكان الأحرى بالبروفيسور” ستيفن هوكينغ” وبدلا من هذه الزوبعة أن يبرهن على نظريته ويسكت دون اللجوء إلى أمر الخلق وما شابه ذلك.ونحن على يقين أنه سيراجع نفسه وسيبرهن مرة أخرى عندما تتضح الأمور أمامه- هذا إن سلمنا أن بحثه العلمي أوصله إلى ما هو عليه- وسيعرف أن الكون الذي لم يكتشف كنهه العلماء سوى أربعة بالمائة وراءه خالق عظيم.
وودت لو أسأل ستيفن هوكينغ” عن سر وجوده،وهل استطاع أن يدرك بعقله يوم ولدته أمه،ومن يحيطون به،ومتى بدأ يدرك الأشياء من حوله،وأكثر من هذا هل يستطيع أن يبرهن لنا أنه هو شخصيا جاء من العدم!.
للأسف الشديد أن العلم بدلا من تقوية العقيدة فهو يدمر العقيدة ويعيدنا إلى المربع الأول من العصر القديم الذي كان يحرض على أن الله غير موجود وهو عبارة عن خرافة.نستغفر الله أن الله غير موجود وأن الكون الذي نعيش فيه ليس من خلقه وليس من تدبيره،ونأسف مرة أخرى أن البروفيسور “هوكينغ” لم يقرأ الآية الكريمة التي تقول” سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق